بعد 4 سنوات من ثورة يناير.. مبنى "الوطني" إلى زوال وأعضاؤه "مكملين"

الحزب الوطني "صورة أرشيفية" الحزب الوطني "صورة أرشيفية"
"حل الحزب الوطني الديمقراطي"، نبأ استقبله الشعب المصري صباح 16 أبريل 2011، بموجب حكم أصدرته المحكمة الإدارية العليا، وهو ما اقتضى تحويل جميع ما لديه من أموال إلى الدولة، لتظن ملايين تجمهرت قبل ذلك الحكم بأشهر وهتفت بسقوط ذلك الحزب وقياداته، أنه انتهى من الواقع السياسي بلا عودة، وهو ما أكدت عليه حيثيات الحكم الذي صدر بحله.
أعضاء الحزب الوطني لم يبرحوا الحياة السياسية بعد حله، بعدما أقدم بعض منهم على ترشيح نفسه في أول انتخابات برلمانية جرت بعد ثورة يناير لم يحالفهم الحظ فيها، فقرروا الانخراط في أحزاب سياسية أخرى وليدة بعد الثورة تحمل أسماءً غير الذي عاشوا سنواتٍ تحت مظلته، ليكون لهم الحق في مباشرة حقوقهم السياسية وتقديم 106 أعضاء منهم لأوراق ترشحهم لانتخابات مجلس النواب لعام 2015، ويتم قبول أوراق ترشح العديد منهم أبرزهم النائب السابق حيدر بغدادي الذي كان مرشحًا على قوائم الحزب الوطني في انتخابات مجلس الشعب عام 2010، وهاني سرور مرشح الحزب الوطني في 2005 عن دائرة الظاهر، والتي أعلن ترشحه عنها في انتخابات 2015 وصاحب قضية "الدم الملوث"، وشاهيناز النجار، زوجة رجل الأعمال وأمين التنظيم بالحزب أحمد عز.
"البراءة"، الحكم الذي لازم القضايا التي طالت أعضاء الحزب الوطني بعد ثورة يناير، وكانت البراءة الأشهر لقيادات الحزب الوطني الذين تم اتهامهم بقتل المتظاهرين في الواقعة المعروفة إعلاميًا بـ"موقعة الجمل" في 2 فبراير 2011، إلى جانب أحكام قضائية أخرى لرجل الأعمال أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطني المنحل، الذي أخلى سبيله في قضية احتكار الحديد، عقب سداده كفالة بـ100 مليون جنيه، وصفوت الشريف الأمين العام للحزب، الذي حصل على البراءة في قضية "موقعة الجمل"، وتم إخلاء سبيله بكفالة 50 ألف جنيه، وجمال مبارك، أمين لجنة السياسات بالحزب، الذي حصل على البراءة في قضية قتل المتظاهرين والتلاعب بالبورصة وتم إخلاء سبيله للانقضاء أقصى مدة للحبس الاحتياطي، إضافة إلى بعض رجالات الدولة من أعضاء الحزب الذين حصلوا على البراءة في قضايا مختلفة، مثل زكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وفتحي سرور، رئيس مجلس الشعب الأسبق، فضلًا عن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الذي كان رئيسًا للحزب الوطني المنحل.
البرامج التلفزيونية لم تخل من أعضاء الحزب الوطني المنحل بعد الثورة، وكان تواجدهم على الشاشات محدودًا في السنوات الأولى للثورة، قبل أن يعودوا بقوة للظهور مرة أخرى والدفاع عن حزب منحل ونظام أسبق ثار عليه شعبه، فها هو عمر هريدي، أحد أعضاء الحزب، يدخل في مشادة كلامية عنيفة مع أحد المتصلين لمهاجمة الحزب، ليرد العضو: "إتكلم بأدب يا ولد يا إما هقلع اللي في رجلي وهاجي أدبك"، إلى جانب عضو الحزب الوطني حيدر البغدادي الذي ارتبط ظهوره الإعلامي بالمشادات الكلامية الحادة.
"مبنى الحزب الوطني"، يعد الشيء الوحيد الذي أصابه الأذى لتعلقه بذلك الحزب، فها هم المتظاهرون يأتون من كل حدبٍ وصوب لإشعال ذلك المبنى الواقع بميدان التحرير عصر جمعة الغضب التي وافقت 28 يناير 2011، ليبقى المبنى بعدها خاويًا على عروشه لمدة 4 سنوات، قبل أن تتخذ الحكومة المصرية، اليوم، قرارًا بهدمه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق