جنون الغيرة

جنون الغيرة جنون الغيرة
الغيرة شعور كريه لا أحب تجربته، وأراه نوعًا من الإرهاق النفسي الذي يؤثر سلبًا على الحياة الزوجية، لذلك منذ أن تزوجت وعاهدت نفسي ألا أجعل هذا الشعور المقيت يتسرب لحياتي.
لم أكن أتوقع أن يصيبني جنون الغيرة وأنا أشاهد زوجي وهو يتحدث إلى زميلته بالعمل بأسلوب راقٍ وإنصات كامل، يهز رأسه كأنه يستمع للست أم كلثوم وهي تشدو "الأطلال"، بينما أنا أم عياله ورفيقة كفاحه المقدس والتي لا تدخِّر جهدًا ولا وقتًا لإسعاده وعياله، رغم كل هذا حينما نتناقش أنا وهو، لا يستمع إليَّ، مجرد نفور واضح على وجهه وهو بالكاد يجلس على طرف الكرسي.
تنبهت لعدم اهتمامه للإنصات إليَّ، ونصحته بالاهتمام بالحوار المشترك، لكنه اتهمني بالغيرة الشديدة وعدم تفهم طبيعة عمله، رغم أنني وهو نعمل بنفس الإدارة، لا أعرف لماذا يتهمني بالغيرة.
طلبت منه أن يعاملني بالمثل، مثلما يعامل زميلتنا بالعمل، انفجر ضاحكًا متهمًا إياي بالجنون، حيث إنها زميلته بينما أنا زوجته!
لم أفهم منطقه في تناول تلك النقطة بالذات، وتساءلت لماذا يجب أن نظهر احترامًا مبالغًا فيه للناس التي بالخارج بينما الذين نعاشرهم ونتعود عليهم، يقل الاحترام وفقًا لمبدأ التعود والروتينية التي تضرب كل الخصوصية التي تضفي بريقًا جذابًا على العلاقات الإنسانية.
قلت لزوجي الذي لم يبلغ الثلاثين: "يجب أن تحترمني مثلما تحترم زميلتك بالعمل، فنحن لم يمر على زواجنا سوى خمسة أعوام وتعاملني هكذا".
فزع زوجي لمنطقي الذي لم يتعوده مني، وبدلًا من أن يحاول تفهمي واحتواء الموقف، اتهمني مجددًا بالغيرة.. هل أنا بالفعل زوجة غيورة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق