درجات الحرارة تفاجئ المصريين والسبب تغيرات بكوكب الأرض




فاجأت درجات الحرارة المصريين لليوم الثانى على التوالى بإنخفاض شديد فى معدلاتها ، إنخفاض جاء فى اليومين الاخيرين من فترة الخمسين التى تنتهى غدا (الإثنين )بحلول يوم شم النسيم ، مفاحأة غير متوقعة جاءت بعد إرتفاع وصلت فيه درجة الحرارة إلى ٣٩ درجة مئوية يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين ، وعلى أثرها قامت أغلب البيوت المصرية باعادة تخزين أغطية النوم الثقيلة والإفراج عن الملابس الصيفية الخفيفة ، وسرعان ماتبدل الحال واختلط الأمر فلم يعود أحد يدرك ملابس الصيف يرتدى أم ملابس الشتاء.
وإنخفاض درجات الحرارة اليوم إلى ١٩ درجة مئوية على القاهرة ، أحدث ابتهاجا لمن قرر قضاء شم النسيم فى الحدائق والمتنزهات وعلى شاطئ النيل وفى القناطر ، حيث يمكنهم قضاء يوم فى الهواء الطلق دون أن تلهبهم حرارة الشمس أو تعكر صفو هذه المناسبة ، فيما كان الحال على النقيض لهؤلاء الذين شدوا الرحال إلى المناطق الساحلية أملا فى اغتنام الفرصة للتجديد والتغيير ، ولو ليومين قبل مداهمة امتحانات آخر العام للبيوت وافتراسها للميزانيات.
واليوم الاحد يوافق اليوم الثالث والعشرين من فصل الربيع الذى يبلغ عدد أيامه هذا العام حوالى ٩٢ يوما ، وفصل الربيع يتميز بتقلبات الأحوال الجوية ، تقلبات تجمع فصول السنة الاربعة فى يوم واحد ، والربيع ليس المتهم لوحيد فى هذه القضية ولا من يتحمل المسئولية بكاملها.
فالنظام البيئ لكوكب الأرض يتعرض منذ فترة طويلة لصدام عنيف مع الحضارة الصناعية الحديثة بوضعها الراهن ، ويترتب على الشراسة التى يتم بها هذا العدوان نتائج رهيبة تحدث بسرعة مذهلة ، مما يحتم على العالم اجمع أن يتضافر ليخوض معركة ملحمية لإصلاح التوازن المختل على كوكب الارض ، وذلك من منطلق الاحساس المشترك بالخطر الذى يحيق بالبيئة العالمية .
لقد تسبب النشاط الانسانى منذ الثورة الصناعية فى زيادة كمية غازات الاحتباس الحرارى فى الغلاف الجوى ، وأدى ذلك إلى زيادة التأثير الاشعاعى لثانى أكسيد الكربون وأخواته على الهواء المحيط بالكرة الارضية مما يتسبب فى تغيرات كبيرة فى مناخها.
وتنصب معظم الدراسات العلمية العالمية على الفترة من الآن وحتى عام ٢١٠٠ ، متوقعة أن يستمر الارتفاع فى درجة الحرارة فيما بعد عام ٢١٠٠ ، حتى لو توقف تركيز غازات الاحتباس الحرارى ، وذلك بسبب السعة الحرارية الكبيرة للمحيطات وأيضا بسبب طول بقاء ثانى أكسيد الكربون فى غلاف الأرض الجوى.
التنمية و التكنولوجيات غير المناسبة بيئيا ، عامل أساسى فى التغيرات المناخية الحادثة ، وأمرا حاسما حيث ان التكنولوجيا بمجرد ان تصبح مستقرة فانها تكتسب قوة ثبات تجعل من الصعوبة التخلى عنها وبمجرد تفاعل الافراد والثقافات معها تصبح راسخة الاقدام ويصعب زحزحتها.
الحياة حركتها دائمة ، وبتغيرها المستمر و تغير البشر يتغير العالم من حول البشر ، فالمجتمع الانسانى ينمو أكثر تعقيدا ويغوض أكثر فى أعماق الارض باحثا عن مواردها ، مما يولد المزيد من المخلفات من كل نوع ، وهناك نوعان من التغيير البطئ التدريجى والمميز لحياة البشر ، والتغير السريع وهو منظم يحدث عندما يتحول نمط من حالة التوازن الى حالة اخرى وهو تحول يحدث فجأة.
هدف مشترك يجب تتضافر عليه جهود مختلف دول العالم لتضميد جراح البيئة العالمية ، والتعافى من كل الأسباب الرئيسية المسببة فى التمزيق البيئى لكوكب الارض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق